السبت، 7 مارس 2009

لمن يذهب سكان المشروع الكندي؟

تحقيقات الأهرام

الضوضاء والازعاج والشيشة مثلث الخوف يحاصر سكان المشروع

في الوقت الذي تلهث فيه محافظة القاهرة من السعي والجري لإعادة الوجه الحضاري لأحيائها ومناطقها‏,‏ وفي اللحظة التي أصبح الحديث فيها عن التلوث‏,‏ وحق المواطن في سكن آمن وهاديء‏..‏في ذاك الوقت‏,‏ وتلك اللحظة‏,‏ يتسلل هؤلاء الذين لايرون إلا مصالحهم الضيقة‏,‏ ويضربون بعرض الحائط أي قيمة جمالية أو إنسانية تقف أمام المزيد من المكاسب والأموال لهم في محاولة خبيثة لفرض الأمر الواقع‏..‏ علي المحافظة‏,‏ وعلي المواطنين‏!‏
فسكان المشروع الكندي‏(‏ صقر قريش‏)‏ بالمعادي الجديدة‏,‏ الكائن علي طريق الأوتوستراد‏,‏ تحولت حياتهم إلي جحيم بسبب تحايل أصحاب المحال الكائنة اسفل عقاراتهم‏,‏ وتحويلهم النشاط التجاري الذي وافقت عليه المحافظة وأصدرت لهم تراخيص بمزاولته‏,‏ إلي أنشطة أخري‏,‏ حولت هذا الحي الذي كان هادئا‏,‏ إلي ورشة كبيرة تعج بكل ماهو عشوائي‏..‏ بدءا من سمكرة السيارات‏,‏ وانتهاء بتصليح الشكمانات‏!‏

فالمحل رقم‏1‏ و‏2‏ بالعقار رقم‏42,‏ حول صاحبه نشاطه الذي تم تسجيله علي الرخصة الصادرة من المحافظة‏,‏ إلي بيع وشراء أجزاء من سيارات النقل والمعدات الثقيلة‏,‏ الأمر الذي جعل الترلات‏,‏ والأوناش‏,‏ والجرارات‏,‏ لاتترك المساحة القليلة الواقعة أمام المحل الذي كان مخصصا لغرض غير ذلك‏..‏ وبالطبع حدثت صدمة للسكان الذين يستيقظون في أي وقت من النهار أو الليل علي أصوات الفك والتركيب والشواكيش والمفكات الثقيلة‏.‏
أما المحل رقم‏7‏ بالعقار‏48,‏ فقد حول صاحبه النشاط إلي ورشة ميكانيكا صريحة‏..‏ ورغم أن السكان قدموا شكوي إلي رئيس حي دار السلام والبساتين‏,‏ تم بموجبها غلق الورشة بقرار اداري رقم‏791‏ لسنة‏99,‏ إلا أن صاحب الورشة مازال يضرب بالقرار عرض الحائط‏,‏ ومازال مستمرا في ضوضائه التي أزعجت الأطفال والكبار‏.‏

كذلك المحل رقم‏5‏ بالعقار رقم‏47..‏ حول صاحبه نشاطة إلي ورشة لصيانة سيارات النقل‏..‏ ولأن سائقي النقل لايحلو لهم العمل إلا ليلا‏,‏ فإن عز الشغل في الورشة لايكون إلا ليلا وحتي ساعات متأخرة‏,‏ تتجاوز كثيرا صباح اليوم التالي‏,‏ وبالطبع لايملك صاحب المحل ترخيصا بمزاولة نشاط صيانة سيارات النقل وإصلاحها‏..‏ وأيضا تم إصدار قرار بغلق المحل ولم ينفذ اأيضا‏.‏
والمحل رقم‏3‏ بالعقار‏47‏ يحاول نشاطا مدهشا‏..‏ فصاحبه يمتلك عدد‏4‏ سيارات نقل قلاب‏..‏ وعلي طريقته‏,‏ قام بمعاونة من صبيانه‏,‏ وبعض البلطجية‏,‏ بالاعتداء علي حديقة خضراء‏,‏ وانتزعوا اشجارها‏,‏ وحولوها إلي جراج انتظار لتلك السيارات‏,‏ وإصلاحها وصيانتها عند الضرورة‏,‏ مدعيا وجود علاقة قوية ببعض رجال الشرطة‏,‏ لايجرؤ أحد بسببها علي الاقتراب منه‏,‏ وإلا‏!!‏

لقد تحول المشروع الكندي التابع لجمعية صقر قريش بالمعادي الجديدة إلي مشرع عشوائي آخر‏,‏ وكأن المعادي أو حتي القاهرة كلها‏,‏ ينقصها منطقة عشوائية جديدة‏..‏ صحيح أن العقارات تقع بين التنظيم كما يطلق رجال المحليات‏,,‏ إلا أن القيم الانسانية التي بدأت إشاعتها كل تلك الورش بزبائنها‏,‏ ونمط عاداتهم واستهلاكهم‏,‏ فرضت نفسها علي الجميع‏..‏ أما السكان‏,‏ فلا حول لهم ولاقوة‏,‏ تواروا وراء أبواب منازلهم اعتقادا بأن الهروب أضعف الإيمان‏!‏
وليت الأمر توقف عند حدود الضوضاء والإزعاج‏,‏ والشيشة‏,‏ وخوف السكان‏..‏ إنما تسلل أيضا مدخنو البانجو‏,‏ وتجار التجزئة الذين يبيعونه نهارا جهارا‏!‏

هذا هو الجحيم الذي يعيشه الآن منكوبو المشروع الكندي‏..‏ وحتي لا يظن أحد أنهم اكتفوا بالشكوي إلي الصحف والجرائد‏,‏ فإنهم ذهبوا بالفعل إلي محافظة القاهرة بتاريخ‏2000/6/6‏ واستقبلهم السكرتير العام بصدر رحب‏,‏ واستجاب إلي مطالبهم‏,‏ وخاطب رئيس حي دار السلام والبساتين‏,‏ والسيد مدير الدفاع المدني‏,‏ والسيد مدير الأمن الصناعي‏,‏ بضرورة اتخاذ اللازم‏,‏ وموافاة المحافظة بالخطوات التي تم اتخاذها‏..‏ لكن الأمور هناك بقيت ـ ولازالت ـ علي أوضاعها المؤلمة للسكان‏,‏ والموجعة لخطط إعادة الوجه الحضاري للعاصمة‏..‏ كما يقولون‏!!‏

هناك تعليق واحد:

  1. الحل الفورى والأكيد
    أولا : حجم المشكلة / بيئة سيئة ، الشقة مساحة 130متر تم بخس ثمنها من 600 ألف جنيه إلى أقل من 350 ألف جنيه وعلى الجميع أن يعى حجم المصية
    الحل :
    1- مقاطعة جميع ورش السيارات والنجارة ومحلات قطع الغيار الخاصة بها مع نشر تلك الفكرة بين السكان المثقفين وهذه الخطوة ربما تنجح بنسبة 30% وفى نفس الوقت تحفيز أصحاب السيارات بالتوجه بسياراتهم إلى المنطقة الصناعية بجوار قسم شرطة البساتين أو إلى أى ورشة بعيدة
    البعض سيقول هى جات على نعم جات عليك فكل زبون يهرب من تلك الورش سيمثل إنخفاض فى دخلهم مما يحفذهم على الرحيل
    2- كل من يستطيع عمل إجراء قانونى ضد تلك الورش يعمل ، ربا لايجدى ظاهريا ولكن سيجدى على المدى البعيد فالموظف أو شرطة المرافق المتواطئة مع تلك الورش لن تطواطأ ببلاش وكله خسارة للورش
    3- تشجيع المحلات والمراكز التجارية ذات النشاط الراقى الذى يعتمد على العمالة القليلة والمثقفة من أهل الحى لما يكون فى ذلك من فائدة لأهل الحى
    4- إستمرار التواصل بين سكان حى لعرض أفكار أخرى ومجدية

    ردحذف